التقليد ، وتفك القيود والأغلال التي تمنع الانطلاق ، وأولئك الذين يكفرون بها إنما يعرضون عن ذكرهم ، ويتشبثون بالتقاليد البالية.
(وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنَ الرَّحْمنِ)
وقد سمى الله القرآن ذكرا لأنه يقوم بدور المنبّه للإنسان ، كمن يمشي في ظلام وهو يملك مصباحا غفل عنه ، فيأتيه من يذكره بمصباحه.
(مُحْدَثٍ)
بالرغم من ان رسالات الله واحدة عبر القرون حتى ان الجاهلين قالوا : إن هي الا أساطير الأولين ، إلّا أنّ الذكر القرآني محدث ، وجديد. لماذا؟
أولا : لان القرآن جاء بعد هجعة من البشر ، حيث فترت علاقاتها بالقيم ، فكان ذكرا جديدا.
ثانيا : لأن رسالات الله تدعو الى العقل ، والعقل إمام الإنسان الذي يقوده إلى الأمام أبدا ، والذي يفك به البشر قيود التقليد ، وأغلال الجمود ، لذلك كانت تصطدم الرسالات الإلهية بالتقاليد حيث كانوا يعرضون عنها.
(إِلَّا كانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ)
[٦] أنهم تشبثوا بالماضي واستهزءوا بالمحدث ، فكذبوا بالرسالة ، وسيأتيهم خبرها : أنها استعلوا على باطلهم ، وسيندمون ولكن عبثا.
(فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنْبؤُا ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ)
[٧] ولو نظروا في آيات الله ، وعرفوا ربهم من خلالها ، وآمنوا بأسمائه الحسنى ،