والصراع في بدايته حوار وجدل ينتهي الى مواجهة عنيفة ، وعادة ما يركّز القرآن على موضوع المواجهة ، ونجده أكثر وضوحا في سورة القصص.
[٤٦] (قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ)
لقد قال لهم صالح (ع) : إنّ مخالفتكم وتحدّيكم للرسالة دلالة على أنّكم تستعجلون العقاب والعذاب قبل الثواب ، وأنكم لا تعطون لأنفسكم فرصة لتجربة الرسالة ، قبل رفضها وإنكارها.
وللإنسان فرصة لتجربة بعض الحوادث الجديدة ، ولكن من الحوادث ما لا تستطيع تجربته ، ولا بد أن تنتفع بعقلك ، ولكن التجارب تختلف فقد تكون سلبية أو إيجابية.
شخص في غابة ، يقال له : تعال اركب معنا ، وإلّا أكلتك الذئاب ، فيقول : فلنجرّب إن كان ما تقولونه صحيحا. هل تنفعه التجربة؟!
كلّا .. وكذلك الذين لا يؤمنون بالرسالة حتى يروا العذاب بأعينهم ، وحينئذ لا ينفع إيمانهم شيئا. لماذا لم يجرّبوا الإيمان بعض الوقت إن كانوا يؤمنون بالتجربة؟!
(لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)
إنّكم أخطأتم وانحرفتم ، فالأولى لكم أن تستغفروا ربّكم عسى الله أن يغفر لكم ويرحمكم ، فلا تصابون بآثار ذنوبكم. وآثار الذنوب قد لا ترى ، فلو ذهبت إلى مستعمرة المجذومين ، وأردت الدخول فيها ، لوجدت من يقول لك : لا تدخل ، ولو دخلت لانتقل إليك مكروب المرض ، والحديث الشريف يقول :