وتوجيهها نحو الخير ، ولا يثنيهم عن ذلك شيء مهما كان موقف المجتمع ، ذلك أنّهم يجدون أنفسهم مسئولون عن تبليغ رسالتهم التي يتحملّون من أجلها كل أذى ، وهكذا كان نبيّ الله لوط :
(وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)
كيف تعملون المنكر وأنتم تعلمون قبحه ، وأنه ضلال وانحراف؟!
[٥٥] (أَإِنَّكُمْ)
وخلافا للسنة الطبيعية.
(لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّساءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)
إذ تتركون علمكم النابع من العقل والوجدان الى الجهل الذي هو كلّ سلوك لا يهتدي بنور العلم ، ولا يتوافق مع فطرة الإنسان.
[٥٦] والذي يحمل رسالة التغيير يجب أن يتحمّل من أجل تبليغها كلّ مكروه ، لا أن يكون مستعدا لتحمّلها ما دامت لا تسبب له أذى ، فإذا أوذي في الله نكص على عقبيه. ونبيّ الله لوط كان يعرف مسبقا موقف قومه السلبي إلّا أنّه لم يتوان في تحمل مسئوليّته.
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ)
حينما يتبع الإنسان الجهل ، ويعارض العلم ، فإنه يعارض العالم أيضا ، والذي يعارض فكر إنسان ما وعلمه فإنّه يعارضه شخصيا في غالب الأحيان ، وهكذا نجد الصراع بين لوط وقومه يتحوّل من اختلاف حول موضوع معين ـ هو