اللواط ـ الى صراع عنيف يسعى فيه المجتمع الى طرد نبيّ الله ، وكثيرا ما يلجأ الإنسان الى منطق القوة مع الأطراف المخالفة له حينما يفشل في معركة المنطق ، فعند ما أراد مجتمع لوط طرد المؤمنين قالوا :
(إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ)
إنّ آل لوط يريدون حياة طاهرة ، لذلك يجب إخراجهم وطردهم. أو ليست الطهارة تقف مع عقل الإنسان وفطرته؟! بلى. ولكنّ أصحاب منطق القوة لا يهمّهم مع من يكون الحقّ ، لأنهم لا يريدون الحق ، بل يريدون ما يتفق مع شهواتهم ولو كان الباطل بعينه.
وهذا هو منطق الطواغيت حين يخرجون المؤمنين ، ويعذّبونهم ، ويقتلونهم بحجة أنّهم يسعون لإقامة حكم الله ، وكأنّ ذلك جريمة. إنّهم يريدون منا أن تنحصر صلاتنا بين جدران المساجد ، أما أن تنعكس على واقعنا السياسي والاجتماعي فلا.
[٥٧] وعند ما أجمع القوم على إخراج لوط ومن معه أنجاهم الله ، وبقيت زوجته معهم لأنّها منحرفة ، فنزل عليهم العذاب الذي شملها أيضا.
(فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ)
[٥٨] (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ)
تستخدم كلمة المطر في القرآن للسوء فقط ، أما الغيث الذي يأتي من السماء فاسماؤه مختلفة ، وما أنزل الله مطر السوء عليهم دون سابق إنذار ، بل أنذرهم فكذّبوا بالنذر ، ولم ينتفعوا بها.