[٥٩] (قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ)
لقد انتهى أولئك فأحمد الله أنّك هديت للإسلام. والذي يحمد الله على الهداية وكونه مع المؤمنين لا بد ان يتّصل بعباده الذين اختارهم.
(وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى)
وهؤلاء الذين اختارهم الله من عباده علينا المسارعة للانتماء إليهم إذا كنّا نعبد الله حقّا ، فالخاضع لله هو الذي يسلّم لأوليائه الذين اصطفاهم على خلقه ، والتسليم الحقيقي هو الخضوع لهم في القول والعمل من جهة ، والتبرّي من أعدائهم في كل شيء من جهة ثانية ، ولهذا جاء في زيارة الأئمة عليهم السلام :
«أشهد الله وأشهد أني ... موال لكم ولأوليائكم ، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم ، سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم» (٣)
(آللهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)
وهنا تبدأ سلسلة من الأسئلة التوجيهية : أيّهما أفضل الله ما يشركون؟ وهدف هذه الأسئلة أن يحرك الإنسان عقله متفكّرا ، ليبتعد عن الشرك عن وعي وقناعة نابعة من عقله لو أجاب على هذه التساؤلات إجابة سليمة.
[٦٠] في إطار بيان القرآن لعبر الأمم السابقة ، يوقفنا السياق لحظات ليذكرنا بربّنا العزيز عبر آياته في الحياة :
أولا : لان معرفة الله تساهم في معرفة الحقائق الأخرى ، وبالذات في حقل الرسالة.
__________________
(٣) مفاتيح الجنان / الزيارة الجامعة.