عِلْمُهُمْ) فأولى مصيباتهم أنهم يعدلون بغيره ، وتختلط عندهم مقاييس الحق والباطل ، بالرغم من أنّ أعظم صفات العقل تمييز الحق عن الباطل ، والخير عن الشر ، والنفع عن الضرر ، أما المصيبة الثانية : الجهل وعدم العلم ، وجهلهم آت من غفلتهم ، وعدم تذكرهم ذلك ، والطريق إلى العلم هو التذكّر ، والإنسان إمّا يحصل عليه عن طريق الآخرين وإمّا عن طريق التجارب ، والذي لا يتذكر لا يستطيع الحصول على العلم لا من الآخرين ولا عبر التجارب ، ثم يطالبنا القرآن الكريم بالبرهان ، ومن لا يملك البرهان لا يتمكّن أن يقول شيئا ، وأخيرا يبيّن لنا أنّ علمهم قد توقّف عند حدود الدنيا.
بينات من الآيات :
[٦٥] لو عاد الإنسان إلى وجدانه لرفض الخضوع للأنداد. ومن أبرز ما يخشاه البشر المستقبل وما يخبّئه له من مفاجئات قد لا تكون سارة.
ومن الذي يعلم الغيب إلّا الله ، وهل يقدر أحد أن يتحكّم في المستقبل إلّا الله؟!
فهل كان كارتر يعلم بأنّ زوبعة سوف تدمّر طائراته في طبس ، وهل المخابرات تعلم أنّ مركبة الفضاء (تشالنجر) سوف تتحطم بعد لحظات من إطلاقها؟! لو كانوا يعلمون لما أقدموا على كل ذلك.
وكلمة أخيرة :
إنّ علم الغيب ليس كلّ ما يعلم الإنسان عن المستقبل ، بل معرفة الأشياء بصورة ذاتية ، فقد ذكر الامام أمير المؤمنين أنباء عن المستقبل ، فزعم البعض أنّه علم الغيب ، فأوضح لهم الفارق بين علم الغيب ومعرفة حوادث المستقبل ، فقال متحدّثا