وواضح ، وألّا يأبهوا بأولئك الجاحدين الذين لم يجعل الله لهم نورا. أو يمكن أن تسمع الموتى أو تسمع الصمّ الدعاء إذا ولّوا مدبرين؟! كذلك أعمى القلب لا يهتدي عن ضلالته ، إنّما يهتدي من يسلم وجهه لله.
وإذا ذكرنا الربّ تعالى بيوم الجزاء ، فلا بد أن يذكّرنا بالرسالة التي هي إعداد للإنسان ليوم الحساب. وهكذا لا نجد جانبا من العقائد الاسلامية في القرآن مبتورا عن سائر الجوانب ، لأنّها كلّها تدور حول محور واحد هو الايمان بالله ، فبعمق الإيمان وبسعته ، وبالتالي بمعرفة الله عبر أسمائه الحسنى ، نتعرّف على سائر أبعاد العقائد الاسلامية.
لماذا جاءت الرسالة الالهية؟
والجواب : جاءت الرسالة لتحقيق الأهداف التالية :
١ ـ رفع الاختلاف. إذ وفّر الله سبحانه فرصة الوحدة بين الناس عبر الرسالة ، أمّا إذا لم يروا الاستفادة منها لرفع الخلاف بينهم فهذا شأنهم.
٢ ـ الهداية. ولها مرحلتان :
أ) حلّ الالغاز. وأدنى قدر من الهداية أن يعرف الإنسان الإجابة على الأسئلة الحائرة في ذهنه : من الذي خلق هذا الكون ، ولماذا؟ ومن خلقني ، ولماذا؟ ومن أين أتيت ، وإلى أين أصير؟ ، حتى لا يتيه البشر ، ويقول كما قال إيليا أبو ماضي في قصيدته المعروفة الطلاسم :
جئت لا أعلم من أين ولكنّي أتيت |
|
ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت |
وسأبقى سائرا إن شئت هذا أو أبيت |
|
كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ |
لست أدري