ومن دون بعث الرسالة تبقى كثيرا من الألغاز حائرة ، يدور الإنسان حول الكون ولكنه لا يصل الى مفتاح حلّ الالغاز ، وفي النهاية يمسك القلم ليكتب «الإنسان ذلك المجهول» فاللّغز يبقى كما هو من دون الإيمان بالله ، وتظلّ المعادلة ناقصة.
والذين يتحوّلون من الكفر إلى الإيمان يشبهون التائه في الصحراء ، والذي يأتيه شخص ما ليرشده على الطريق فيجد السكون والاطمئنان ، وتذهب عنه الحيرة ، إن هذا هو الهدى.
ب) مرحلة التكامل. وهي مرحلة العروج بروح الإنسان في مدارج كمالات المعرفة ، حتى يبلغ به الأمر أن يقول :
«لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا»
أو إلى أن يقول له الله : «إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» (١)
من مظاهر رحمة الله بالإنسان ان ربنا وفر فرصة الكمال في الهداية للبشر.
٣ ـ الرحمة. وهي هدف بعث الرسل ، ونعني بها انّه ينبغي للناس أن يعيشوا في هذه الدنيا مطمئنين ، ومرحومين لا محرومين ، وقد وفّر الله فرصة الرحمة للإنسان إن شاء استفاد منها.
بينات من الآيات :
[٧٤] (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ)
__________________
(١) سورة طه / (١٢).