بعد استشهاده ، فيقرأ على الناس بيان انتهاء الدنيا ، وبداية عهد الآخرة ، وأنّ وعد الله حق ، إلّا أنّ أكثر الناس لا يؤمنون ، إلّا بعد فوات الأوان.
قال أبو بصير ، قال أبو عبد الله (ع):
«انتهى رسول الله (ص) إلى أمير المؤمنين (ع) وهو قائم في المسجد ، قد جمع رملا ووضع رأسه عليه ، فحركه برجله ، ثم قال : قم يا دابّة الأرض ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله أ يسمّي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟! فقال : لا والله ما هو إلّا له خاصة ، وهو الدابة الذي ذكره الله في كتابه ، فقال عزّ وجلّ : (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ) ثم قال : يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ، معك ميسم تسم به أعداءك» (٢)
وعلى هذا فهذه الآية تشير إلى الرجعة ، حيث تتظافر أحاديث آل البيت أنّ هناك قيامة صغرى قبل القيامة الكبرى ، وفي ذلك اليوم يبعث بعض المجرمين وبعض الصالحين ، وعلى هذا فالآية التالية تشير أيضا الى هذا اليوم.
[٨٣] وإذا قامت القيامة الصغرى حشر الله من كلّ أمّة فوجا من مجرميها ، يخرجهم إلى الدنيا قبل غيرهم ، ليشهدوا على أنفسهم ، ويشاهدوا جرائمهم ، وتكذيبهم بآيات الله.
(وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ)
[٨٤] وهناك تجري محاكمتهم :
__________________
(٢) نور الثقلين ج (٤) ص (٩٨).