(حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً أَمَّا ذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
من الأخطاء التي يقع فيها البشر ، هو تكذيبهم بالحقائق لأنهم لم يحيطوا علما بجوانبها المختلفة ، كالذي لا يؤمن بوجود منطقة في العالم اسمها أمريكا اللاتينية ، لأنه لم يعرف تفاصيل الوضع هناك ، هذا هو حال الكفّار الذين كذبوا بالآخرة لعدم إحاطتهم بجوانبها المختلفة ، ومعنى الآية : أكذبتم بآياتي دون أن تحيطوا بها علما ، أم كنتم تعملون عملا آخر غير التكذيب؟! كلا .. إنّكم كنتم مشغولين بالتكذيب حتى صار شغلكم الشاغل ، والآية بهذا المعنى تتشابه وقوله سبحانه : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) (٣)
[٨٥] وجرى قضاء الله سبحانه فيهم بالعذاب بسبب ظلمهم ، ولم يحتّجوا على ذلك لعدم وجود حجة بالغة لهم.
(وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ)
إذ لا يجدون عذرا ولا منطقا يخلّصهم من المسؤولية ، لأنّ الله محيط بكلّ شيء ، وله الحجة البالغة ، حيث تشهد أيديهم وجوارحهم عليهم ، وإذا كان الإنسان يستطيع المراوغة والتكذيب في محاكم الدنيا فهو لا يستطيع ذلك في الآخرة.
[٨٦] ومن احتجاجات الله عليهم أنه يقول لهم : هل كانت الآيات والدلالات على الإيمان قليلة أو غامضة حتى كفرتم؟!
(أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً)
__________________
(٣) يونس / (٣٩).