وكل ذلك من آثار حكمة الله التي تدلّنا على الآخرة ، وتبعث فينا الإيمان بها لو كنّا نريد الإيمان ، فلو كانت الحياة كلّها ليلا أو العكس لاستحالت الحياة.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
إنّ في اختلاف الليل والنهار ، وما يحملانه من تغيّرات هائلة في الطبيعة ، وتدبير تصريفهما بتلك الدقة المتناهية ، إنّ في ذلك علامات تشهد على الحقيقة ، إلّا أنّ القلوب القاسية لا تستفيد منها شيئا.
[٨٧] ومع أنّ الآيات واضحة وتكفي دلالة للإنسان على الآخرة والبعث ، إلّا أنّ أكثر الناس يأتي إيمانهم متأخرا حين تقع القيامة ، وهل ينفع ذلك الإيمان إذا ضيّعنا فرصة العمل في الدنيا؟!
(وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)
ويبقى المؤمنون مطمئنة قلوبهم ، فلما ذا يخافون وقد عملوا بمرضاة الله ، واستعدوا لهذا اليوم؟! إنّهم على العكس من ذلك ينتظرون ساعة الجزاء ، ودخول الجنة ، ولقاء الله.
(إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ)
خاشعين ، مطأطئين رؤوسهم.
[٨٨] لقد بيّن الله لنا آية من واقع الليل والنهار تدلّنا على حكمته ، والآن يضرب لنا من حركة الأرض آية على أنّه خبير بما يعمله العباد.
وهذه من آيات القرآن الحكيم انه يبيّن لنا حركة الأرض من قبل أن يكتشفها