وهذا المصير ليس بظلم من الله ـ حاشاه ـ بل هو نتيجة أعمالهم ، لذلك يأتيهم النداء وهم يتجرعون العذاب مؤكدا على أنه جزاء عادل لأعمالهم.
(هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
[٩١] ثم إنّ ربّنا سبحانه ذكرهم بالنعمة التي كانوا يرفلون فيها ، وأنّه هو الذي أسبغها عليهم ، وهي نعمة الأمن في الحرم المكي ، فقال :
(إِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها)
وليس الأصنام التي وضعت فيها.
(وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ)
فهو ليس ربّ البلدة وحدها ، بل ربّ كلّ شيء.
(وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)
إنّ من علامات الرسول وآياته كما من أهم واجباته أنه يطبّق القيم التي جاء بها على نفسه ، ثم يأمر الناس بذلك.
[٩٢] كما أنّ من مسئوليات الرسول تبليغ الرسالة إلى الناس على أكمل وجه ، أمّا ماذا يكون بعدها أ يهتدي الناس أو يتمادون في الضلالة فذلك ليس من شأنه.
(وَأَنْ أَتْلُوَا الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّما أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ)