ثالثا : يجادل فرعون حين يسأل عن رب العالمين ـ ولعله سأله عن ماهيته ـ فيجيبه موسى : بأنه «رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» ولكنه استهزأ قائلا لمن حوله : «أَلا تَسْتَمِعُونَ» اشارة الى عدم اقتناعه ، فأضاف موسى : بان الله «رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ» فعاد فرعون يسخر منه قائلا : انه «لمجنون» ، واستمر موسى قائلا : ان الله «رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ».
فلما رأى قوة منطق موسى توسل بمنطق القوة وقال : «لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهَاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ».
وتحدى موسى إرهابه قائلا : اني أملك برهانا ، فلما طالبه به ألقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين ، واخرج يده من جيبه فاذا هي بيضاء للناظرين.
تلك هي رسالات الله ، وذلك منطقهم الحق.
بينات من الآيات :
منطق الرسل :
[١٦] لقد استجاب الرب لطلب موسى بأن يجعل له وزيرا من أهله ، فبعثه هو وأخاه هارون الى فرعون.
(فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ)
لقد كانت رسالة واحدة ، يحملها اثنان ، ولعله ـ لذلك ـ جاء التعبير هكذا : «انا رسول» ولم يأت «انا رسولا» ولقد كان الرسول هو موسى ، بينما كان هارون وزيره ، والوحي كان يهبط عليه دونه ، وكان ينوب عنه عند غيابه.