وجاء في حديث طويل مأثور عن الإمام الباقر (ع) عن كيفية ذهاب موسى الى باب قصر فرعون ، تقول الرواية :
« ... فغدا الى فرعون ، فوالله لكأني أنظر اليه طويل الباع ، ذو شعر أدم ، عليه جبة من صوف ، عصاه في كفه ، مربوط حقوه بشريط ، نعله من جلد حمار شراكها من ليف ، فقيل لفرعون : ان على الباب فتى يزعم انه رسول رب العالمين ، فقال فرعون لصاحب الأسد : خل سلاسلها ، وكان إذا غضب على رجل خلّاها فقطعته ، فخلاها ، فقرع موسى الباب الأول ـ وكانت تسعة أبواب ـ فلما قرع الباب الأول انفتحت له الأبواب التسعة ، فلما دخل جعلن يبصصن تحت رجليه كأنهن جراء ، فقال فرعون لجلسائه : رأيتم مثل هذا قط؟!» (١)
[١٧] لرسالات الله شواهد منها عليها ، ومن شواهدها تحدي أكبر فساد في المجتمع ، دون خلاف أو مداهنة ، لقد تحدى نوح ـ عليه السلام ـ الطبقية ، وإبراهيم ـ عليه السلام ـ الوثنية ، ومثله فعل النبي محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ ولوط تحدى الفساد الخلقي ، بينما واجه شعيب الفساد الاقتصادي وهكذا ، أما موسى ـ عليه السلام ـ فقد حارب العنصرية ، وطالب فرعون بتحرير بني إسرائيل الذين كان قد استضعفهم قائلا :
(أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ)
منطق الطغاة :
[١٨] يبدو من السياق ان فرعون ـ شأنه شأن سائر الطغاة ـ حاول ان ينسب نعم الله الى نفسه ، ويمنّ على موسى بأنه قد أنعم عليه بالتربية والتغذية.
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٨).