أولا : ان الله هو الذي وفّر هذا الأمن لهم.
ثانيا : ان البطر (الفرح بالأمن والغرور به) أهلك قرونا سالفة ، ولكن الله لم يهلكهم حتى بعث إليهم رسولا ، يتلو عليهم آياته.
ثالثا : ان متاع الدنيا في الآخرة قليل ، وليسوا سواء من متاعه الله بالدنيا ، وأحضره للحساب والعقاب يوم القيامة ، ومن وعده الله وعدا حسنا فهو لاقيه.
وـ في خواتيم سورة القصص يحذرنا الرب من الشرك به ـ أندادا ـ أولي سلطة كانوا أو ذوي ثروة ، ففي يوم الحساب يحضرهم جميعا أئمة الغي ومن اتبعوهم (وأشركوا بالله بطاعتهم) فيتبرءون من بعضهم ، وتعمي عليهم الأنباء ، ولا يتساءلون ، ويذكرنا الربّ بأن من يختار لنا القيادة هو الرب ، تعالى الرب عما يشركون. وبعد ان يذكرنا ربنا بهيمنته على الخليقة ، وأنه لو أعدم ضياء النهار ، أو اسكن الليل فما ذا كنا نعمل؟!
بعد ذلك يعود السياق الى موضوع الشرك ، ولكن هذه المرة يعالج الشرك بأصحاب الثروة. ابتداء من قصة قارون الذي كان من قوم موسى فبغى عليهم ، وانتهى به المطاف الى الهلاك ، فخسف الله به وبداره الأرض ، وما قدر أحد على نصره.
وفي الدرسين الأخيرين يحدد الله الموقف السليم من السلطة والثروة ، وهو موقف التسامي عليها ، ذلك لأن الدّار الآخرة يجعلها الله للذين لا يريدون علوّا في الأرض ولا فسادا ، والعاقبة للمتقين.
ويرغبنا الذكر في فعل الخيرات ، لأن من جاء بالحسنة فله خير منها ، بينما لا يجزي الذين يعملون السيئات إلّا ما كانوا يعملون.