أي أعطيناها الصبر والمقدرة على كتمان السر.
(لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
والقرآن يبيّن في هذا المقطع من الآية أهمية الكتمان في انتصار الثورات ، وكيف أنه شرط الإيمان. إذ لو أبدت أمّ موسى مشاعرها تجاه ولدها اذن لما كانت من المؤمنين.
وفي الحديث عن الرسول (ص):
«استعينوا على أموركم بالصبر والكتمان»
[١١] وبعد أن القت أم موسى (ع) بوليدها لم تترك الأمر هكذا تنتظر وليدها حتى يعود إليها ، بل أمرت أخته أن تلحق بالتابوت ، ولكن بسرية تامة.
(وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)
حتى لا تكون العلاقات بينهما وبينه واضحة ، فلا يقبل منها اقتراحها بأن تدلهم على من يرضعه مثلا ، لو عرفوا أنها أخته ، وربما يقتلونه.
[١٢] وهكذا عملت أم موسى كل ما في وسعها ، فكان ذلك تهيئة لتدخل الإرادة الإلهية في الأمر ، أما لو كانت تنتظر كل شيء يأتي من عند الله ، دون أن تقوم هي بدور معين ، فلربما لم يرجع لها وليدها ، لأن سنة الله في الحياة قائمة ـ في التغيير ـ على السعي من جهة الإنسان نفسه اولا «إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ». (٢)
__________________
(٢) الرعد / (١١).