يتشاورون ، وهنا تدخل الغيب لإنقاذ موسى (ع) ولكن بعد أن هيأت أمه الظروف المناسبة ، وبذلت قصارى جهدها. إذ استجابت لنداء الوحي ، وصبرت على فراق وليدها ، كما أرسلت أخته خلفه ، فأعاده الله إليها ، ولكن كيف؟
لما حرم الله على موسى المراضع ، وألقى محبته في قلبي فرعون وزوجه ، وجعلهم يستجيبون لاقتراح أخته بان تدلهم على مرضعة يقبلها هي أمّه.
وفعلا تحركت أخته لتخبر أمها بالأمر ، وجاءت أم موسى (ع) صابرة متجلدة ، وملتزمة بكامل السرية ، فارتضع موسى منها ، وعاد إليها سالما كما وعد الله ، والدرس الذي نستفيده من هذا الحدث هو : ان الرساليين لو صبروا والتزموا بالمنهج السليم ، الذي يرسمه لهم الله عبر آياته ووحيه ، وهدى عقولهم فان الله سينصرهم كما وعد ، ومن أصدق من الله قيلا؟!
وفي آخر الدرس نجد صورة من الصراع بين المستضعفين والمستكبرين.
بينات من الآيات :
(فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ) :
[١٠] (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً)
أفرغته من كل اهتمام وانصب تفكيرها على مصير ولدها الصغير ، وهكذا يكون الإنسان حينما يواجه مشكلة أو أمر هام في حياته ، ويقال : فارغا اي مهموما وحزينا ، وربما فسرت الآية «فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ» اي إذا حزنت وغممت ، وهذا التفسير يتناسب وموضوع سورة الإنشراح.
(إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها)