ان الأنبياء والأولياء ، وكل من يسير في خطّهم يتوكلون على الله ، ويرجعون كل شيء إليه ، فلا يقول أحدهم أنا ، بل يقول : الله ، فتراه كلما عرضت له مشكلة أو مصيبة قال : لا حول ولا قوة إلّا بالله العليّ العظيم. (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).
انهم يجعلون الله شاهدا على الواقع.
(وَقالَ مُوسى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ)
ما دمت أيها الرسالي تعلم بأنك تعمل في سبيل الله ، وتعلم ان هذا السبيل ينتهي بك الى الجنة فما يضيرك من حديث الآخرين ومن ضغوطهم.
(إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
الفلاح هو الوصول الى الهدف ، والرسالة هي الطريق اليه ، والظالم أو الفاسق الذي انحرف عن الرسالة لا يفلح في دنياه لأنه لا يملك الهدى لا في دنياه ولا في آخرته ، لأن عاقبته ستكون النار.
ان الذي يصلح التربة ، ويزرع الأرض ـ وهذا هو السبيل السليم ـ يحصد القمح في نهاية الموسم ، أما الذي يعيش على الاحتيال والسرقة ـ وهذا هو السبيل الخطأ ـ فانه لا يصل الى هدفه ، فقد لا يقدر على السرقة ، وإذا سرق قد لا يستطيع ان يبيع ما سرقه ، وإذا باعه لن يتوفق بأمواله ، والنتيجة انه بسبب من الأسباب لا يفلح في هذه الحياة.
ان حقوق الآخرين حقائق واقعية ، لا يمكن تجاوزها دون جزاء ، أو إزالتها من