عيسى (ع) إنّما كانت امتدادا لرسالة موسى ، وكان هدفه تصحيح مسيرة الناس بعده ، وليست هي جديدة بحد ذاتها.
٢ ـ لتشابه تفاصيل الرسالتين ، وان تلك الرسالة كوّنت أمة في حياة نبيها ، كما صنعت رسالة الإسلام أمة أيضا.
وللرسالة هدفان أساسيان :
أحدهما هداية الناس ، عن طريق التذكرة قال تعالى :
(لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)
فكما بعث الله موسى رحمة ، كذلك يبعث محمد (ص) رحمة ، وفي الآية حجة على أولئك الذين آمنوا برسالات الله السابقة ، وكفروا بالرسالة الخاتمة مع وحدة الملاك ، فكما ان تلك جاءت رحمة من الله كذلك هذه ، فلما ذا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟!
[٤٧] أما الهدف الآخر فهو اقامة الحجة على الناس.
(وَلَوْ لا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)
وفي الآية اشارة الى ان الناس يعلمون بأهمية الرسالة الإلهية حينما تتيه بهم المذاهب ، ويجر عليهم ضلالهم الويلات والإرهاق.
ولعل السياق يشير هنا إلى سنّة إلهية هي : ان الله يصيب هؤلاء الجهلة بمصائب دنيوية يحسون بها .. من نقص في الأنفس والثمرات ، وحروب داخلية تطبخهم ،