يحسّس الإنسان بكرامته ، وأنها أكبر من المال والجاه حتى لا يقع فريسة للرأسماليين. رجالا كانوا كما في الغرب ، أو أحزابا في الشرق ، وفي الحديث الشريف :
«من أتى غنيّا فتواضع له ذهب ثلثا دينه» (٣)
٣ ـ ان الذي يستفيد من الثروة في غير أهدافها ، كما لو استخدمها للتّباهي والتّفاخر يخسر الآخرة ، كما لا يتنعم بثروته في الدنيا ، بل يخسرها. ان هدف الثروة هو عمارة الأرض ، فإذا استخدمناها للتعالي على الناس ، والفساد في الأرض فسوف يكون مصيرنا ما انتهى اليه قارون ، الذي خسف به في الدنيا ، وهو في الآخرة من الخاسرين.
بينات من الآيات :
(وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) :
[٧٨] عند ما نصح المؤمنون من قوم موسى قارون ، بان لا يفرح بماله ، وان يسعى به نحو أهدافه الحقيقيّة ، وهو جعل الدنيا وسيلة للآخرة ، وليس هدفا بذاتها.
(قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي)
الثروة كانت نتيجة لجهودي ، وبالتالي فليس لزاما أن تعطى في سبيل الله لأنها ليست من عنده ، هكذا لم ير أيّ اثر للغيب في حصوله على الثورة ، بل لم يجد الغيب قادرا على ان يذهب به وبثروته جميعا ، هكذا طغى ، وأضحى من الفرحين بما أوتي ، لقد كانت نفسه ضيّقة غمرها حب الثروة ، فحجبها عن سائر
__________________
(٣) بحار الأنوار / ج (١) / ص (١٨٢).