الكمالات المعنوية ، بل وحجبه عن رؤية المستقبل ، واحتمال زوال هذه الثروة ، بل وهلاكه هو معها ، وحتى عن رؤية سائر نعم الله عليه التي لا أثر للثروة فيها.
ويعالج القرآن هذه النفسية المريضة بتوسيع أفقها لتنظر إلى التّاريخ ، ويتساءل أين أولئك الذين كانوا يملكون القوة والثروة؟! ويقول :
(أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً)
في الأنصار.
(وَأَكْثَرُ جَمْعاً)
في المال ، وذلك بسبب فسادهم ، ولن يمنع الله الغنى أن يهلك أحدا.
(وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ)
البعض يتصور أن بإمكانه تبرير انحرافه ، ولكن حينما ينزل العذاب فليس ثمة مجال لسماع التبريرات. هكذا يكون السير في الأرض ، والنظر في عواقب الأمم الغابرة ، وزيارة المقابر ، ودراسة حياة الأثرياء والسلاطين الهالكين أفضل نجاة من غرور النعم وطغيانها.
(فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ) :
[٧٩] كان قارون يسعى لفرض سلطته على الناس من خلال ثروته ، مما كان يدفعه للتباهي والظهور بمظهر العظمة ، وقد ورد في الأخبار : انه لم يكن يخرج إلّا مع أربعين فارسا ، قد لبسوا زيّا واحدا.