وهذه الآية مثل على الحقيقة الآنفة «أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ».
وقد نهى النبي (ص) ان يختال الرجل في مشيته فقال :
«من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم ، وكان قرين قارون ، لأنه أوّل من اختال فخسف الله به وبداره الأرض» (٦)
[٨٢] وبعد ما خسف بقارون ، وانتهى كل ملكه تبيّنت للذين تمنوا مكانه حقيقتان :
الاولى : عرفوا كذب ما قاله لهم قارون من ان هذه الأموال من عنده ، منكرا أنّ الله هو الذي يوّسع ويضيّق على من يشاء ، والدليل أنّ الله هو الذي سلب منه ماله ، والذي يقدر على سلب المال بهذه الكيفية لهو قادر على إعطائه.
(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ)
ثم حمدوا الله انهم ما انحرفوا مع قارون ، والا لشملهم العذاب.
(لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا)
الثانية : عرفوا أن الكافر الذي يكابر الله ، ولا يستفيد من نعمه في أهدافها الحقيقية يفشل في الحياة ، وأنّ المفلح هو المؤمن الذي يعمل الصالحات ، كما أكّد على ذلك أهل العلم الإلهي في الآية (٨٠).
__________________
(٦) نور الثقلين / ج (٤) ص (١٤٠).