(وَيْكَأَنَّهُ)
اي ويل لك يا قارون انه ...
(لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ)
والعاقبة للمتقين.
[٨٣] وجاءت في خاتمة الدرس آية توجز عبرها وحكمها : ان رسالات الله نزلت حتى تزكّي أفئدة الناس من دنس الاستكبار والفساد ، وتطهر جنبات المجتمع من المستكبرين والمفسدين ، فهذا فرعون علا في الأرض واستكبر ، فقصم الله ظهره حين بعث موسى برسالاته وآياته ، ثم نبذ فرعون وجنوده في اليم ، وقارون إذ بغى على بني جلدته ، ففسد في الأرض خسف الله به وبداره الأرض بدعوة موسى (ع).
ان فرعون لهو الامثولة الظاهرة للاستكبار ، وان قارون لهو الأحدوثة البيّنة للفساد.
وإذ يضرب الله بهما مثلا فلان الأمثال تضرب بأوضح المصاديق ، وأشدّها إثارة ، بينما تتسع عبرتها لكل من يكون مثلهما بنسبة وجود صفتهما فيه.
ان القلب الذي ينزع نحو العلو في الأرض ينطوي على فرعون صغير ، والفؤاد الذي يهوى الفساد يحمل في ذاته قارونا بقدره ، ورد في الحديث :
«طوبى لمن أطاع موسى تقواه ، وعصى فرعون هواه»
وكما ان النار تحرق ما حولها بقدرها ، كذلك الانحراف يؤثر بقدره ، ولا يمكن