أما فرعون (الذي لم ينقصه العناد) فقد قال لهم : لماذا آمنتم به قبل ان آذن لكم؟ (واحتوى الهزيمة سريعا) وقال لهم : انه قائدكم ، وأنتم تشاركون معه في الثورة ، وهددهم بأنه سوف يقطع أيديهم وأرجلهم ، وليصلبنّهم أجمعين.
ومرة أخرى أثبتت الرسالة قوتها حيث قال السحرة : «لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ» الذي نطمع ان يغفر لنا خطايانا ، وان يجعل مبادرتنا الى الايمان كفارة لذنوبنا.
بينات من الآيات :
جمع السحرة :
[٣٤] لا بد ان يكون صاحب الرسالة مستعدا أبدا لتطورات الصراع ، ومضاعفة التحديات ، حتى تبلغ الذروة. فهذا النبي العظيم موسى افتتح دعوته بقول ليّن ، واستمر على ذلك النهج بالرغم من استفزاز فرعون بسخريته اللاذعة ، ولكن فرعون توعده بالسجن فجاءه موسى بشيء مبين ، ومضى فرعون في طريق العناد فاتّهم موسى بالسحر.
(قالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هذا لَساحِرٌ عَلِيمٌ)
ويبدو ان السحر كان منفورا منه بالرغم من انتشاره بين الناس يومئذ ، وقد ألصق تهمة السحر بموسى ولكنه ما لبث أن استعان بالسحرة ، ووعدهم بأن يجعلهم من المقربين اليه ، ثم لما آمنوا عاد واتهم موسى بأنه كبيرهم.
وهكذا يتقلب الطغاة حسب مصالحهم ، وهذا التقلب ـ بذاته ـ دليل زيفهم.
[٣٥] جبل الإنسان على حبّ أرضه التي نبت منها ، ويستغل الطغاة هذا