الحبّ بصورة قذرة ، ويدّعون أبدا أنّهم حماة الأرض ، ودعاة الأمن من الخطر الخارجي أو الداخلي.
وهكذا اتهم فرعون موسى بأنه مخلّ بالأمن ، وأن هدفه النهائي طرد الأقباط من أرضهم ، فقال :
(يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ)
ولم يكن فرعون يأبه بآراء الناس لأنه كان يزعم أنه الأهم ، وربهم الأعلى ، وكيف يجوز للرب ان يستشير المربوبين؟!
ولكنه حين خاف انهيار عرشه بادر الى المشورة ، لا لكي ينتفع بعقولهم وتجاربهم ، أو لا ترى كيف كان يبادر بالجواب قبلئذ دون استشارة؟ وانما يستميلهم ، ويمنع من تأثير حجج موسى البالغة فيهم ، وأيضا لكي يشاركوه في جريمته التي نوى ارتكابها بحق النبي موسى فلا تأخذهم به رأفة من بعد تنفيذها.
هكذا خاطب من حوله قائلا :
(فَما ذا تَأْمُرُونَ)
وهكذا الطاغوت أبدا لا يريد آراء الناخبين ليخضع لها ، بل بحثا عن الأهداف التالية :
أ ـ الإيحاء إلى الناس بأنهم يضعون القرار لأنفسهم حقا ، وليس هو وحده.
ب ـ جس نبض الشعب ، ومعرفة مدى تأثير أعلامه فيهم ، ومدى قوة معارضيه ، ومكامن نفوذهم ليقوضهم.