ج ـ لإضفاء الشرعية الكاذبة على حكمه ، كذلك تراهم يبادرون الى الانتخابات إذا بلغ بهم الخوف مداه ، وعلى الرساليين ان يعوا هذه اللعبة ، وان يقوموا بتوعية الناس سلفا بما يقوم به الطغاة لخداعهم ، والاستمرار في التسلط عليهم.
[٣٦] كانت الثقافة الفاسدة ، والاعلام المضلل ولا زالت أعظم ركيزة لسيطرة الطغاة ، ولقد كانت آثار الإغواء والفتنة والتضليل أبلغ بكثير من آثار السجن والقتل والتعذيب.
ويبدو ان نظام فرعون كان يستخدم السحر ووسيلة لتكريس سلطته ، وقد كان السحر منتشرا بين الاقباط يومئذ ، والسحر نهاية مطاف الحضارة ، وانتشاره يدل على وصول الناس الى أدنى مستوى من العلم والمعرفة. أنه ليس إلّا اثارة للخيال عبر مجموعة حركات وأصوات والعاب خادعة ، ولا يتأثر به إلا من سلّم نفسه لتأثيراته.
ويبدو ان مركز تأثير السحر هو أعصاب الناس عبر منبهات صوتية ، وحركات متناغمة ، وحركات بهلوانية.
هكذا أشار الملأ من حول فرعون عليه ان يستغل السحرة لمواجهة آية موسى بعد اعتقاله وأخاه.
(قالُوا أَرْجِهْ وَأَخاهُ)
اي ابقهما رهن الاعتقال ، وبالرغم من أن مستشاري فرعون لم ينصفوا رسولهم ، ولكنهم كانوا أقرب رشدا من مستشاري نمرود حيث أمروه رأسا بحرق نبيهم إبراهيم ـ عليه السلام ـ وفي الحديث : أن أولئك كانوا أولاد زنا بينما كان هؤلاء رشدة.