وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال :
كان فرعون إبراهيم وأصحابه لغير رشدة ، فإنهم قالوا لنمرود : «حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ» وكان فرعون موسى وأصحابه لرشدة ، فإنّه لما استشار أصحابه في موسى قالوا : «أَرْجِهْ وَأَخاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ* يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ»(١)
(وَابْعَثْ فِي الْمَدائِنِ حاشِرِينَ)
أرسل إلى أطراف البلاد من يجمع السحرة ، وهكذا أعلن فرعون ـ حسب هذا الرأي ـ حالة الاستنفار القصوى لجهازه الثقافي والاعلامي لإحساسه بمدى خطورة التحدي.
[٣٧] وهكذا أمروه بتعبئة كل المهرة من السحرة.
(يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ)
فوقع السحرة ساجدين :
[٣٨] (فَجُمِعَ السَّحَرَةُ لِمِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)
ولعله كان يوم عيد قوميّ لهم.
[٣٩] كان بإمكان فرعون أن يجري الصراع على حلبة قصره ، بين النبي موسى والسحرة من أنصاره ، ولكنه دعا الناس جميعا ليشهدوا المنافسة ، كما فعل من قبل نمرود حيث لم يكتف حين أراد حرق إبراهيم ـ عليه السلام ـ بقليل من الحطب ،
__________________
(١) بحار الأنوار / ج (١٢) / ص (٣٢).