ويبدو ان الآيات (٣٦ ـ ٤٠) التي اختصرت قصص العديد من الرسل الكرام ، وأو جزت القول في مصير المكذّبين بهم تبين السنن الإلهية التي جرت فيهم جميعا ـ سنة الإنذار ، سنة الرفض ، سنة العذاب المدمر ـ لعلنا نعرف حقائق كبري من خلال تلك القصص وبالذات فيما يتصل بالجهاد في سبيل الله.
وبعدها مباشرة نقرأ الآية التي سميت السورة بها ولعلّها تبين أهم بصائر السورة أو تختصر بصائرها جميعا وهي ان العلاقات الشركية تشبه في زيفها ، وثقة أصحابها بها ، واعتمادهم عليها العنكبوت التي اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت.
ما أكرم هذه الآية ، وما أعظم البصائر التي فيها ، وما أحوجنا إليها ونحن نصارع المستكبرين والمترفين.
انها تبين واقع هؤلاء المشركين ، وأنه أوهن البيوت ، وأن عاصفة الرفض تقتلعها بإذن الله.
لماذا هم كذلك؟ لأن بناء الخلق قائم على أساس الحق ، أما بناؤهم فهو متشبث بنسج العنكبوت الباطل ، ومن خلال هذه البصيرة يعرفنا الذكر بحقيقة الدنيا ، والتي لو عرفناها هانت علينا مصيباتها ، واحتقرنا زينتها ، واتقينا مكرها ، وانقشعت عن بصائرنا غشاوة غرورها.
ما هو البرنامج الذي يجعلنا نعرف حقيقة الدنيا ، ونتحدى الفتن التي تتوالى علينا؟ انه يتلخص في تلاوة الكتاب ، واقامة الصلاة ، وذكر الله.
ويتعرض السياق لبيان الموقف من أهل الكتاب ، ولعلّه بهدف تكميل الصورة ، حيث أن الموقف من المفسدين أضحى واضحا من خلال قصص الرسل ، وبقي الموقف من اتباع الرسل ، ولأن تكريمهم يقتضي تكريم أتباعهم ، ولأن جو