بالتالي لا يربحون الله شيئا) ذلك لأن الله غني عن العالمين. ومن أعظم مكاسب هؤلاء ان الله سيكفر عنهم سيئاتهم وليجزينهم أحسن ما كانوا يعلمون.
خامسا : من العقبات التي تعترض طريق المجاهدين عادة ضغوط الاسرة ، وقد أوصانا ربنا بالإحسان الى الوالدين ، ولكن أمرنا بتحدي ضغوطهم التي تدفع باتجاه الشرك بالله ، وسيقف الجميع أمام رب العزة لينبؤهم بما كانوا يعملون ، وليوفيهم أجورهم ، فالذين آمنوا وعملوا الصالحات يدخلهم في الصالحين.
هكذا تأتي فاتحة السورة أذانا بما سوف تبيّنه آياتها الكريمة.
بينات من الآيات :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تشير هذه البسملة الى ما تحمله هذه السورة من معان من تجاوز عقبة الذات ، وترك الدنيا وزينتها ، ولا يتم ذلك إلا بالتوكل على الله ، وإعمار القلب بالإيمان ، وبالتالي باسمه سبحانه.
[١ ـ ٢] (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ)
كان بعض اتباع الرسل من المؤمنين المخلصين يلقى في قدور الزيت ، وتحفر للبعض أخاديد تسعر نارا ، ويلقون فيها أحياء ، وكان البعض ينشرون بالمناشير ، أو يقتّلوا ، أو يصلبوا ، ولم يفتنوا في دينهم أو يتركوه لما يلاقونه في سبيله ، فثبت الله في اللوح ايمانهم ، وقيل لهم ادخلوا الجنة مع الداخلين ، وهذه السنة جارية في كل زمان ومكان ، مهما اختلفت الظروف وتعددت المشارب.