أصعب على الله سبحانه ، لان الأمور عند الباري سواء.
رابعا : لكي نعتبر من التاريخ العام بعد التعرف الدقيق على سير الأمم التي سبقتنا ، يجب ان نتيقّن بأننا مسئولون عن أعمالنا ، وأن السنن التي حكمت السابقين تحكمنا أيضا ، والقرآن الحكيم حينما يحدثنا عن التاريخ فانه لا يتحدث بأسلوب علمي محض لمجرد نقل الخبر ، وانما يخترق الفواصل الزمنية ليبين : ان سنة الله تجري فيمن يأتي بمثل ما جرت على من مضى.
واكتشاف القانون لتطبيقه على الواقع الحاضر هو الهدف القرآني ، من هنا نرى ان النظرة الاسلامية للتاريخ (نظرة عبرية) ليتحول التاريخ من حقيقة علمية الى حقيقة سلوكية في حياتنا ، والى حقيقة ايمانية في أذهاننا.
ومن سنن الله :
أولا : ان الله يفعل ما يشاء ، يرحم أو يعذب من يشاء ، دون ان يقدر أحد على تحدي مشيئة الرب سبحانه ، مما يجعلنا أكثر واقعية وان الناس يرجعون ـ بالتالي ـ الى ربهم ليوفيهم الجزاء الوفاق.
ثانيا : ان البشر لا يقدر على مقاومة قدره الالهي ، فاذا نزل به فلا شيء ولا أحد ينصره أو يواليه.
ثالثا : الكفار لن ينالوا رحمة الله في الدنيا ، وينزل بهم في الآخرة عذاب اليم.
كل ذلك قاله إبراهيم (عليه السلام) لقومه ، ولكنهم كذبوه ، وأرادوا ان يحرّقوه فأنجاه الله من النار.