فالعيش ضيق ، والعمر كئيب ، والحياة مظلمة لولا فسحة الأمل ، ولكن الكافر لا يملك فسحة الأمل ، ولا روح الرجاء ، لأنه لا يثق بالله سبحانه ، لذلك يعيش الألم.
[٢٤] تلك كانت خلاصة ما قاله النبي إبراهيم (ع) لقومه : إذ أمرهم بالفتح لأعينهم ، والسير في الأرض ، والنظر في سير الآخرين ، والاستخدام لعقولهم.
(فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ)
طلب إبراهيم (ع) من قومه التعقل والتروّي قبل الحكم السريع ، ومناقشة واقعهم الفاسد على ضوء الادلة ، ومع ذلك لم يبدو منهم الا العناد والرد القبيح بالقتل أو الحرق.
(فَأَنْجاهُ اللهُ مِنَ النَّارِ)
وما أوسع رحمة الله إذ لم يأخذهم بالعذاب بغتة ، فنحن لم نقرأ في التاريخ أو في القرآن : ان الله عذب قوم نمرود أو دمرهم ، أو انزل عليهم رجزا من السماء ، وانما قرأنا ان الله سبحانه أنجى نبيه من نارهم ، فخرج مهاجرا عن القوم الظالمين.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
أجل. ينبغي ان يكون أملنا بالله تعالى قويا ، فرحمته وسعت كل شيء ، وقد سبقت رحمته غضبه ، فهو مولانا. عليه توكلنا ، واليه أنبنا ، واليه المصير.