السماء فأوقفها حتى يأتيك امر الجبار في قلبها ، ودع منها اية بينة من منزل لوط عبرة للسيارة ، فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحي الأيمن على ما حوى عليه شرقها ، وضربت بجناحي الأيسر على ما حوى عليها غربها ، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط اية للسيارة ، ثم عرجت بها في حوافي جناحي حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها ونباح كلابها فلما طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش : يا جبرئيل! اقلب القرية على القوم ، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل مسومة عند ربك وما هي من الظالمين من أمتك ببعيد (٦)
[٣٥] (وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)
تركناهم عبرة لمن يستفيد من التجارب والدروس التاريخية. وقد أكّد الله سبحانه هذه الحقيقة في آية متقدمة من هذه السورة : «وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ» ثم قال : «قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ».
فعلينا أن نسير في الأرض ، وننقّب في الآثار ، ونكتشف الى أيّ مدى من التحضّر أو التخلف وصلوا ، حتى نفهم كيف كان هؤلاء ، ولماذا هلكوا.
وما أحوج البشرية اليوم للاعتبار بمصير قوم لوط وهي تنزلق في وحل الرذيلة والفحشاء ، وتراها استمرأت الخلاعة واستباحت الزنا وانتشر فيها الشذوذ الجنسي وبدأ يكتسب وضعا قانونيّا في بلاد عديدة ، وبالرغم من تحذير الحكماء ، وإنذار الربّ بانتشار مرض الايدز فإنهم لا يزالون يهبطون نحو الهاوية ، حيث غضب الله الذي لا يقدرون على ردّه ـ أنجانا الله منه ـ.
__________________
(٦) المصدر / ص (١٥٨ ـ ١٥٩).