كانُوا يَفْسُقُونَ)
ولا بد من ملاحظة الفرق بين «منزلين» بالتخفيف و «منزّلين» بالتشديد ، الاولى من (انزل) اي دفعة واحدة ، بينما الثانية من (نزّل) اي على فترات شيئا فشيئا ، والملائكة هنا أخبروا لوطا ان العذاب سينزل من السماء رجزا على الفاسقين دفعة واحدة.
أما كيف نزل بهم العذاب؟ فقد روى ابو حمزة الثمالي قصة ذلك مفصلا في رواية
عن أبي جعفر عليه السّلام قال :
ان رسول الله صلى الله عليه وآله سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط؟ فقال : ان قوم لوط كانوا أهل قرية لا ينتظفون من البول والغائط ولا يتطهرون من الجنابة ، بخلاء أشحاء على الطعام ، وان لوطا لبث فيهم ثلاثين سنة ، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ثلاثين سنة ولا قوم ، وانه دعاهم الى الله عز وجل والى الايمان واتباعه ، ونهاهم عن الفواحش وحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يطيعوه ، وان الله عز وجل لما أراد عذابهم بعث إليهم رسلا منذرين عذرا نذرا ، فلما عتوا عن امره بعث إليهم ملائكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين ، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين فاخرجوهم منها ، وقالوا للوط : «فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ» من هذه القرية الليلة «بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ» فلما انتصف الليل سار لوط ببناته ، وتولت امرأته مدبرة فانقطعت الى قومها تسعى بلوط ، وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته ، واني نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر : يا جبرئيل حق القول من الله تحتم عذاب قوم لوط ، فاهبط الى قرية قوم لوط وما حوت فاقلبها من تحت سبع أرضين ، ثم أعرج بها الى