ناسيا ان من يسيّر الحياة هو رب العباد ، وانه سبحانه هو الذي يشاء لا غيره ، وهذه خاتمة المطاف في مسيرة التدهور البشري ، وحين تصل البشرية الى هذا المطلب ، فقد اذن لها بالزوال.
ومع ان الله قدم لنا ادلة واقعية على أسباب سقوط الحضارات ، الا أننا نرى الآن البرهان تلو البرهان على جاهلية هذا القرن ، وزيف حقائقه ، ففي هذا الزمان صار الهوى صنما ، وصارت المظاهر المادية قوت الإنسان اليومي ، والشواهد والأرقام تبين مدى الاخطار التي تهدد البشرية ، ولا ريب ان التصاعد الجنوني في ميزانيات التسلح في العالم ، واتساع الفجوة العظيمة بين الدول المستكبرة والمستضعفين ، وانتشار الفساد الخلقي والإرهاب والنفاق ، هو بعض مظاهر الكفر في الجاهلية الحديثة التي تهدّد مكاسب الانسانية جمعاء.
بينات من الآيات :
[٣٦] (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
بعث شعيب (ع) الى مدين من أجل الإصلاح ، وقد كانوا مفسدين ، وذكرهم شعيب (ع) بثلاث مسائل :
١ / عبادة الله ، والتي تعني إخلاص العبودية له ، والتوجه إليه.
٢ / وارجوا اليوم الآخر الذي يعني الخوف من النار والرجاء للجنة ، بمعنى ان يضعوا اليوم الآخر في حسبانهم ، ويعرفوا انهم محاسبون على أعمالهم ، ومتى ما عرف الإنسان ذلك صلحت أعماله.
٣ / ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، وفي آي القرآن الكريم في سورتي الأعراف