والشعراء فسادهم الاقتصادي.
[٣٧] (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ)
كعادة سائر الأقوام كذبت مدين نبيها شعيبا ، وجرت فيهم سنة الله سبحانه ، إذ أخذهم بالرجفة ، فأصبحوا جاثمين في بيوتهم ، بعد ان صرعهم العذاب.
وهنا سبحانه يختصر السياق ببيان الصراع بين نبي الله وبينهم ، الذي فصل القول فيه في سور مختلفة ، فقال سبحانه : «فكذبوه» ولكنه في المقابل يصف عذابه وصفا بليغا ، ولعل ذلك للاستخفاف بتكذيبهم ، وان تكذيبهم لم يكن ليضرّ الله ، أو ينقص في حكمه ، وبيان ان الله سبحانه عند ما ينتقم فان انتقامه سيكون رهيبا.
[٣٨] ولم يكن العذاب ليحيق بمدين أو قوم لوط فحسب ، بل ان العذاب على من كذّب وتولى.
(وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ)
انظروا الى مساكنهم وآثارهم ، لتعرفوا رهبة العذاب ، وقدرة الله سبحانه وتعالى ، وفي المقابل انظروا الى أيّ مدى وصلوا في التحضر ، وهل كل ذاك التمدن منع عنهم عذابه.
(وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ)
عبادة الشيطان كان السبب الرئيسي في ضلالهم ، فقد زين لهم اعمال السوء التي كانوا يعملون ، وصدهم عن السبيل ، وقد أخذ الله سبحانه من البشر عهدا بعدم عبادة الشيطان عند ما قال لهم : «أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ* وَأَنِ اعْبُدُونِي هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ» (١)
__________________
(١) يس / (٦٠ ـ ٦١).