ولكنهم نكثوا عهدهم مع الله فحاق بهم نكثهم.
(وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)
ولعل الآية تهدينا الى ان استبصار الأمم عند نشوئها لا يشفع لهم عند الله إذا انحرفوا ، وان على الأمم المستبصرة ألّا تستهين بمكر الشيطان الذي يزين اعمال السوء في أعين الغافلين ويصدهم عن السبيل.
وهنا فكرة أخرى نستوحيها من هذه الخاتمة هي فكرة الدورات الحضارية ، وان الأمم الفتية يغلب صلاحها على فسادها ، إلّا أنّها لا تلبث ان يتغلب عليها جانب الفساد ، وان الله سبحانه يبعث الرسل لمنع تدهورها ، الا ان كثيرا منها تتخذ طريقها الى النهاية المدمرة.
[٣٩] وكما سائر الأقوام كذلك قارون وفرعون وهامان الذين استكبروا ، ولكن هل كانوا قادرين على مواجهة عذاب الله؟!
(وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ)
تشير الآية الى الاعمدة الثلاث للفساد وهي :
١ ـ السلطة الاقتصادية (قارون).
٢ ـ السلطة السياسية (فرعون).
٣ ـ السلطة الاعلامية (هامان).
فقد كان يمثل قارون الفساد الاقتصادي ـ الاحتكار ، عدم دفع