الاستحقاقات ، الطغيان على المجتمع ، اتهام القيادة ـ بينما كان فرعون يجسد الإرهاب السياسي والعسكري ، أما هامان فقد كان المستشار الاعلامي لفرعون وموضع سرّه ، ولا يتجسد الفساد في المال ، أو السلطتين السياسية والعسكرية ولا في الاعلام ، فهي مجرد وسائط اجتماعية ، وانما الفساد في الرؤوس المدبّرة لهذه السلطات الثلاث.
[٤٠] لقد كان حصيلة تمسك هؤلاء بالفساد استكبارا في الأرض الدمار ، ولم يكن هلاكهم بدعا أو صدفة ، انما كان سنة جارية تكررت في مختلف الظروف ، وعند أمم متباينة تاريخيا وقوميا وفسادا.
(فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ)
وهذا جزاء قوم عاد وثمود.
(وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ)
قارون.
(وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا)
فرعون وهامان.
(وَما كانَ اللهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)
لم يكن الله ليظلم عباده ، بيد ان عذابه للكافرين تجسيد لأعمالهم أنفسهم ، وظلمهم لها ، وان عذاب الله انما هو صورة لعدل الله سبحانه.