فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة ـ عليهم السلام ـ وأما الباطنة فالعقول» (٢) وشهادة العقل دليل على صحة الرسالات.
ومن دلائل صدق الرسالة تلك الانتصارات الهائلة التي يمنّ بها الرب على عباده المؤمنين ، بالرغم من قلّة عددهم ، وضعف عدتهم ، حيث يقول سبحانه : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (٣) والمعاجز الخارقة وغيرها نتيجة استجابته لدعائهم ، وحينما نقف مع الرسالة ، ونؤمن بالله ، فان الحياة ستسخّر لنا ، وفي الحديث القدسي : «عبدي أطعني أجعلك مثلي ، أنا حيّ لا أموت ، أجعلك حيّا لا تموت ، أنا غنيّ لا أفتقر ، أجعلك غنيّا لا تفتقر ، أنا مهما أشاء يكن ، أجعلك مهما تشاء يكن» (٤) وهذه شهادة أخرى.
وشهادة الله تتجسد أيضا في الحقيقة الفطرية التي يؤمن بها جميع الناس ، وهي حقيقة الخالق والمخلوق ، فلا بدّ للكون من إله ، ولكن هذه المعرفة إجمالية ، وإذا أردنا المعرفة التفصيلية ، فان ذلك لا يأتي إلا من خلال الايمان بالله ، ومعرفة آياته ، وهذا لا يأتي أيضا إلّا من خلال التزامنا بتعاليم الرسالة ، وتطبيق أحكام الشريعة الغراء.
(قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)
إن الله يعلم ما تسرون وتعلنون ، ويعلم خفاياكم ، وهو الشاهد على ما تعملون من خير أو شر ، من حقّ أو باطل ، وليس الله بظلام للعبيد.
__________________
(٢) بحار الأنوار ج ١ / ص ١٣٧ (من وصية الامام الكاظم (ع) لهشام بن الحكم).
(٣) آل عمران / ١٢٣
(٤) كلمة الله ص ١٤١ / نقلا عن آمالي الصدوق.