[٥٦] بعد أن ذكرنا القرآن بشهادة الله التي تكفي عن كل شهادة على صدق رسالاته ، وبيّن أن الكافرين هم الخاسرون وليس المؤمنون ، وان تأخير العذاب عنهم لا يعني انه يمكن التخلص منه. كلا .. بل هو موجود فعلا ومحيط بهم ، إذ أن أعمالهم هي التي يذوقونها عذابا حين يغشاهم من أطرافهم ، وبالتالي بعد أن هز السياق ضمائرهم أخذ يعالج بعض العقبات التي تعترض طريق الإيمان ، ومن أبرزها : هيمنة الجبارين ، فأمر بالهجرة عن بلاد الكفر قائلا :
(يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ)
أنت عبدي ، والأرض أرضي ، فاسع فيها واعبدني ، ولا تخضع لسلطة الطغاة ، لأنهم يرهبون الناس من الموت ، وعلى الإنسان أن يتحرر من خوف الموت بمعرفة أنه لا ريب ذائقة ، حتى يخرج من عبادة الطغاة إلى عبادة الله.
[٥٧] (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ)
[٥٨] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)
الغرفة هي : الغرف المرتفعة ، وهي قصر المؤمن ، حيث ينعمون بالخلود ، والشباب ، والحور العين ، وخدمة الولدان جزاء عملهم وإيمانهم ، وهكذا يكون جزاء العاملين.
[٥٩] (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ)
ولكن هذا الجزاء ليس بلا ثمن ، فثمنه الصبر والتوكل ، وهي من صفات المؤمنين. الصبر يعني تحمل الصعاب من أجل مستقبل أفضل ، والتوكل يعني