استخراج كنوز الذات من أجل العمل.
[٦٠] (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)
من الآيات الأربع الماضية يبين الله حجابان يعيقان فهم الإنسان للوصول إلى الحقائق وهما :
الحجاب الأول : حذر الموت
كلّ حيّ يتحسس في أعماقه ضرورة الحذر من الموت ، ومن أولى ضروريات الحياة البحث عن النجاة وضمان البقاء ، ولكن قد يصل هذا الشعور إلى درجة المبالغة فتتضخم حتى نكون عبيدا للدنيا ، إذن فلا نلقي بأيدينا إلى التهلكة ، ولكن أية ذلة تلك أن نموت ونحن أحياء؟!
إن ميزة الحياة الحيوية ، ولفظ الحياة مشتق منها ، فاذا فقدنا الحيوية والنشاط فكأننا أموات ، فالحياة بلا حركة حياة ميتة ، لا روح فيها ، والإنسان بذلك يقتل نفسه بالمجان ، لذلك كان الحذر المبالغ من الموت من أبرز العوائق أمام فهم الحياة ، والعمل في سبيل الله.
ويعالج القرآن هذه الحالة بدواءين هما :
أ ـ طرح حقيقة الموت وحتميته ، فكل نفس ذائقة الموت ، وليس هناك مجال للهرب منه فاسع سعيك ، واستفد من فرص الحياة.
ب ـ والموت ليس واقعا مخيفا ، بل إن الخوف هو فكرة مخيفة تعشعش في رأسك ، والموت ليس ما يحذر منه ، وعند ما ترغب في الموت توهب لك الحياة ،