في قصة موسى يأمر الله موسى بحمل رسالته الى فرعون ، ويبيّن موسى عقبات الطريق ، والله ينفيها بكلّا .. ويعده بالنصر ، ويحاور موسى فرعون برسالة الله ، ويجادل فرعون بما يملك من قوة.
ويبدو ان لكل رسالة محتوى اجتماعي ، هدفه إصلاح نوع الفساد المنتشر في المجتمع ، فقد حارب موسى العنصرية والاستكبار ، وإبراهيم الوثنية والرجعية ، ونوح الطبقية والعناد ، وهود العبثية والتجبر ، وصالح الإسراف والفساد ، ولوط الشذوذ والإباحية ، وشعيب الغش والتطفيف.
ولعل هذه المفاسد متدرجة في خطورتها حسب هذا الترتيب الذي نجده في سورة الشعراء.
ويجري الحوار بين النبي وقومه ، ويعاندونه ، ويهددونه ، وفي لحظة الحسم ينصر الله النبي والمؤمنين ، ويأخذ الكافرين بعذاب شديد ، ولعل العذاب يتناسب ونوع الفساد.
ويبدأ النبي بالتذكرة بالله ، والأمر بتقواه وطاعته ، وينذرهم عذاب ربهم.
ويؤكد الأنبياء على أنهم لا يطالبونهم بأجر ، وانما أجرهم على الله ، وبالتالي لا يدعون للناس مجالا للشك في صدق رسالاتهم ، وبالإضافة الى ذلك فإن هناك شواهد على صدق رسالات الله ، فهي تدعو الى الله ، وتتعالى على حواجز الدم ، والأرض ، والزمن ، وهي تتحدى بقوة الله كل القوى مما يستحيل على البشر ، وتحارب الفساد الأكبر في المجتمع.
ويد الغيب تمتد لنصرتهم في الوقت المناسب بإهلاك أعدائهم ، هذا بالإضافة الى قوة الحجة ، وسلامة السلوك ، والمعاجز الظاهرة كالعصى ، والناقة ، وخمود