أدع الأرض إلّا وفيها عالم يعرف به ديني ، وتعرف به طاعتي ، ويكون نجاة لمن يولد فيها بين قبض النبي الى خروج النبي الآخر»
قال (ع):
«وبشر نوح ساما (ابنه) بهود عليه السلام» (٢)
[١٣٨] (وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ)
أي لسنا بمعذبين لكرامتنا عند الله ، وربما تصوّروا أنهم ليسوا بمعذبين لاستحالة العذاب.
[١٣٩] (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ)
يختصر الله المسافة بين التكذيب والإهلاك بقوله : «فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْناهُمْ» لأن هذه الفترة ينساها من يحل عليه العذاب ، فتكون عنده الحياة يوما أو بعض يوم ، ولحقارتهم أيضا عند الله عمهم بالجملة ، مختصرا كل حياتهم وما بنوا وما بطشوا وما كفروا في هاتين الكلمتين.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ)
أي في إهلاكهم آية ، ولكن أكثر الناس عند ما تمرّ عليهم مثل هذه العبر لا يؤمنون بها ، فيجري عليهم الله سنته بأن يهلكهم بعد الإنذار.
ولكن الذي يستفيد من العبر هو من آمن ، وخاف وعيد الله ، وصدق بأن لله عقابا.
__________________
(٢) نور الثقلين / ج (٢) / ص (٦٢).