حيث ان الزراعة نوع من التقدم في مسيرة البشرية.
[١٣٥] (إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)
أشفق هود على قومه أن يحلّ عليهم عذاب يوم عظيم ، ولعل الفرق بين العذاب العظيم وعذاب يوم عظيم الذي ذكره القرآن هو : ان العذاب إذا نسب الى اليوم فكأنه يستوعبه ، ويستمر بامتداده ، ولعله يكون أكثر من نوع واحد من العذاب. فحذرهم ذلك اليوم.
[١٣٦] (قالُوا سَواءٌ عَلَيْنا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْواعِظِينَ)
كلاهما سواء ، وعظت أم لم تعظ ، لن نؤمن لك.
[١٣٧] (إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ)
وسم قوم عاد نبيّهم هودا (ع) بالرجعية ، والأفكار المتخلفة عند ما قالوا : «إِنْ هذا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ» وذلك لأن نبي الله نوح (ع) أوصى بنيه بأن سيكون بعده نبي من ذريته ، وأعلمهم صفاته ، وأوصاهم بطاعته ؛ فكانت هذه الوصية تراثا يتوارثها الأجيال ، وكان عندهم عيد يقيمونه كل عام ، يذكّرون أنفسهم بوصية جدهم نوح (ع) وعند ما جاءهم هود كفروا به ، فلعنة الله على الكافرين.
جاء في الحديث عن الامام الصادق (ع) انه قال :
«ان نوحا (ع) لما انقضت نبوّته ، واستكمل أيّامه أوحى الله اليه : يا نوح! قد قضيت نبوتك ، واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك ، والإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك ، فاني لن أقطعها كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء ، الذين كانوا بينك وبين آدم (ع) ولن