يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) (١)
(لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٢)
وجاء في تفسير أهل البيت لبصيرة البداء في القرآن الكثير من الأحاديث الشريفة ، فقد روي عن الإمام الرضا (ع) أنّه قال لسليمان المروزي : ما أنكرت من البداء يا سليمان والله عزّ وجلّ يقول : (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) ، ويقول عزّ وجل : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) ويقول : (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ، ويقول : (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) ويقول : (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ) ويقول عزّ وجل : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) ، ويقول عزّ وجل : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ) (٣)
وجاء في حديث مأثور عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال في تفسير قول الله عزّ وجلّ : (وَقالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ) لم يعنوا بذلك أنّه هكذا .. ولكنّهم قالوا : قد فرغ من الأمر فلا يزيد ولا ينقص فقال الله جلّ جلاله تكذيبا لقولهم : (غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ) ألم تسمع الله عزّ وجل يقول : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٤)
وذكر الفخر الرازي في تفسير الآية وجوها جاء في الرابع منها : لعلّه كان فيهم من كان على مذهب الفلسفة ، وهو إنّ الله تعالى موجب لذاته وإنّ حدوث الحوادث عنه لا يمكن إلّا على نهج واحد ، وإنّه تعالى غير قادر على إحداث الحوادث غير
__________________
(١) المائدة / ٦٤.
(٢) الرعد / ٣٨ ـ ٣٩.
(٣) موسوعة البحار / ج ٤ ص ٩٥.
(٤) المصدر / ص ١٠٤.