ورفضي للالهة المزيفة نابع من إيماني الخالص بالله والذي هداني إليه الله بالأدلّة البيّنة.
(لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)
وإنّنا نجد تأكيدا مجددّا على أنّ الله هو ربّ العالمين لتصفية ما تبقّى من آثار الكبر في النفس ، وهل يفكر عاقل بمنازعة ربّ هذه السموات الواسعة والأرضين التي نشاهد عن قرب عجزنا عن مواجهة بعض قواها؟!
[٦٧] ويستعرض السياق تدرّج الإنسان في مراحل الخلق طورا بعد طور ، وكيف أنّه يتقلّب في كفّ السنن الربّانية من لدن كان ترابا الى أن خلقه الله من نطفة ثم متقادما من ضعف الى ضعف حتى أضحى بشرا سويّا ، ثم ينكّسه الله في الخلق بعدئذ حتى يبلغ أرذل العمر ، فهل يجوز لمثل هذا الإنسان أن يستكبر أو يتكبّر؟!
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ)
عند ما خلقنا الله جميعا في صورة ذرّ من تراب الأرض مع أبينا الأكبر آدم أبي البشر.
(ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ)
أمشاج بين الذكر والأنثى. ولو قدّر لنا أن نرى النطفة هذه لاحتقرناها ، واستصغرنا قدرها ، ولكنّها ـ بالتالي ـ طور من أطوار خلقنا.
(ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ)
حينما تجتمع الخلايا الى بعضها وتتنامى حتى تبدو في صورة قطعة دم عالقة