فلا حياة إلّا به ، وإذا لا سلطان إلّا سلطانه ، فمن طلب حاجة أو أراد عزّا فليجأر إليه خالصا له الدّين.
(فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)
وسلّموا له ، واحمدوه حتى يستجيب لكم.
(الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)
فقد جاء في الحديث المروي عن الإمام عليّ بن الحسين (ع) : إذا قال أحدكم «لا إله إلّا الله» فليقل «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» (١)
بلى. إذا عرفنا ربّنا بأسمائه الحسنى ، وأخلصنا له النيّات ، فإنّه يستجيب الدعاء بفضله ، جاء في حديث قال قوم للإمام الصادق (ع) : ندعوه فلا يستجاب لنا؟ قال : «لأنّكم تدعون من لا تعرفونه» (٢)
[٦٦] لقد تدرّج السياق معنا في مراتب الكمال خطوة فخطوة ، فعالج الكبر الذي يحجب صاحبه من الاهتداء بالآيات ، ويبعثه نحو الجدل فيها ، وبسط القول في آيات الله في الآفاق وفي أنفسنا ، ثمّ أمرنا بالتسليم لله ربّ العالمين.
وها هو الآن يأمرنا بمواجهة الأنداد ، ذلك أنّ الإيمان الحقّ يتبيّن عند ما يحنف صاحبه عن البيئة الفاسدة ، ويتطهّر من دنس الشرك والخضوع لغير الله ، ويكون خالصا دينه لله .. ولن يكون ذلك مع مداهنة المشركين ، بل يجب تحديهم.
(قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ)
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٤ ص ٥٣٤.
(٢) المصدر / ص ٥٣٥.