(وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)
إنّ نظرة الى الإنسان وإمكاناته وطبائعه وحاجاته ، ثمّ الى السماء والأرض وآياتهما وعطائهما ، والأنظمة الجارية فيهما ، تهدينا الى وحدة الخالق.
وإنّه هو ربّنا ، وهو ربّ العالمين ، للتطابق الدقيق والتناغم التامّ بين تصميم الكائنات وتصوير الإنسان الذي خلقت له.
ولا تسعنا عند ما ننعم النظر إلّا أن نسبّح بحمد الله ، ونتذكّر أنّ خيره عظيم وثابت ، وأنّه قد تضاعفت بركته ، وتكامل خلقه ، وحسن تدبيره.
[٦٥] ولكن حاجة الكائنات الى بعضها ، وحاجة الإنسان إليها ، دليل عجز الخلائق ومحدوديتها ، وبالتالي إنّه يكشف وجود نسبة من الموت ومن العدم فيها. فهذا الإنسان حيّ بعشرات الملايين من السنن التي تحيط به وقائم بها ومن دونها فهو ميّت ، دعنا نأخذ الطعام مثلا. أو يعيش البشر من دونه؟ وكذلك الهواء لو انعدم انعدمت حياته. أفلا يدلّنا على أنّه ميّت لولا الطعام والهواء؟ من ذلك نهتدي الى حاجة كلّ الطبيعة الى حيّ يزوّدها بحاجاتها ، ويدبّر أمورها ، وهو الله الحي.
ولكن يتّجه البعض الى المخلوقين في قضاء حوائجهم. أفلا يرون أنّهم بدورهم محتاجون؟
(هُوَ الْحَيُ)
حياته بذاته ، وحياة غيره به ، حياته سبقت الموت ، ووجوده سبق العدم.
(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ)