الجديدة ، هل فكّرت فيمن أحياه كما أحياك من تراب ثم من نطفة؟
وأكثر من ذلك حين تقف على جثمان فقيد ، هل تصوّرت الموت بجلاله ورهبته كيف اختطفه من بينكم ، وما الذي جرى عليه؟
إنّ بيننا وبين حقائق الخلق حجبا من كبر أنفسنا وغرورها ، تعالوا نخرقها لنعرف جانبا ممّا حولنا ، وليعرّفنا الربّ نفسه.
(هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ)
كيف يحيي ويميت؟ إنّ قدرته لا تحدّ فاذا قضى شيئا يكفي أن يلقي بأمره إليه فينفّذ فورا.
(فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
ولعلّ هذه الخاتمة جاءت لبيان عظمة الإحياء والإماتة ، وأنّهما يتحقّقان بأمر غيبي.
[٦٩] إذا كان موقف الإنسان من آيات الحقيقة وشواهدها سلبيّا منذ البدء ، لم يستطع بلوغ المعارف. أرأيت الذي يجحد أصلا بوجود المصباح ، كيف يستضيء بنوره؟ وهذه هي مشكلة أكثر الناس ، فهم يجادلون في آيات الله ، فلا يفتحون لها أفئدتهم ، بل ولا أبصارهم ، وذلك بسبب حواجز نفسيّة. ترى كيف ينبغي ثنيهم عن هذا الموقف؟
الجواب نجده في منهج القرآن عند ما يدعو إلى الله وعند ما يذكّرنا بآيات الله. إنّه في البدء يعالج هذا الموقف السلبي تجاه الآيات والذي يسمّيه بالمجادلة فيها ، ثم يستعرض الآيات بعدئذ.