وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ
هدى من الآيات :
ربط حقائق الكون بعضها ببعض ، ربطا متناسقا ، ومؤثّرا في قلب الإنسان ، من الميزات التي يتّسم بها القرآن الحكيم في منهجه التربوي والتعليمي ، فبينما يحدّثنا في هذا الدرس عن العالمين ، عن الأرض كيف نظّم شؤونها ، وقدّر فيها أقواتها ، وعن السماء كيف استوى إليها ، ووجّه لها وللأرض الأوامر ، وكيف قضاهما سبعا ، وكيف أوحى في كلّ سماء أمرها ، نجده يحدّثنا ـ في ذات الوقت ـ عن التاريخ ودروسه وعبره ، عن تلك المجتمعات المقتدرة التي دمّرها الله شرّ تدمير ، بسبب اغترارها بقوتها المادية ، ثم تحدّثنا الآيات الحكيمة ـ بصورة مباشرة ـ عن ضرورة معالجة الأمراض النفسية التي تعتري الفرد هكذا توصل آيات الذكر آفاق السماء وأبعاد الأرض بأعماق التاريخ وأغوار النفس لتصنع منها جميعا منهجا تربويّا بديعا ، كما أنّها تمهّد ـ فيما يبدو ـ فؤاد الإنسان لاستقبال الوحي الإلهي بالطريقة المناسبة.