يتخلّصون فيها من عسر البلاء ، ولا تجري لهم عمليات جراحية ليتماثلوا للشفاء من أمراض العذاب ، ولا تقدّم لهم مهدّئات لتسكن نفوسهم ويكفّوا عن الصراخ.
(وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللهِ إِلَى النَّارِ)
آنئذ سيلاقون العذاب الأكبر.
(فَهُمْ يُوزَعُونَ)
يتقسّمون ، ويلقى كلّ واحد منهم في سجنه المخصّص له.
[٢٠] كلّ ذلك العذاب الغليظ المهين ينتظر أولئك الذين عادوا ربّهم ، فلم يتبعوا رسله ، وخالفوا أوامره وسننه ، وتجاوزوا حدوده ، في الوقت الذي أطاعت الكائنات جميعا ربّها ، واتبعت سننه التي قدّرها فيها.
وحتى أعضاء جسد الإنسان تتبع سنن ربه ، لو لا أنّه قد سخّرت له بعض الأيام في الدنيا لينظر كيف يعمل بها ، وفي يوم القيامة حيث يسلب منه هذه الحرية المحدودة تنقلب عليه أعضاء جسده فتكون شاهدة عليه على شفير جهنم.
(حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ)
إنّ من الذنوب ما ترتكب بالأذن ، كسماع الغيبة والغناء ، وما ترتكب بالعين ، كالنظر الى المحرمات ، وقراءة كتب الضلال ، وما ترتكب عن طريق الجلد ، كالزنا ، وهذه الجوارح ستشهد على الإنسان يوم القيامة.
[٢١] يا لهول المفاجئة ، ويا لصدق الشاهد!